click here click here click here click here click here click here

2012-03-16

الحناء في التقافة الامازيغية

تعتبر الحناء رفيقة النساء في كل وقت وحين خاصة في المناسبات الاجتماعية والعائلية السعيدة، وأيضا لتزيين الجسد ونضارة الجلد، فهي صديقة المرأة التي لا تكاد تتخلى عنها، وهي الأصل الذي تعود إليه بالرغم من تقدم وسائل الزينة والتجميل.
وترتبط الحناء، من جهة أخرى، ببعض المعتقدات والعادات الشعبية التي تجعل منها إما فأل خير أو نذير شؤم قد يضر بالنساء خاصة بالفتيات والمتزوجات حديثا، الأمر الذي يطرح عدة أسئلة حول هذا الحضور القوي لمادة الحناء في مخيلة وذهن المغاربة وحياتهم اليومية

والذي يجذب الامازيغيات إلى مادة الحناء هو فوائدها الجمة من الجانب الصحي، وعلى مستوى ما تمنحه للجسد من زينة ونضارة طبيعية، ومن بين هذه الفوائد استخدامها من طرف العديد من النساء في تخضيب أصابع الأيادي والأرجل والشَّعر أيضا، فهي تعطي له القوة المطلوبة، كما أنها تعالج فروة الرأس من مشكلة القشرة
وتستخدم مغربيات الحناء أيضا للتداوي من صداع الرأس وآلامه النصفية، وتشقق القدمين والفطريات التي تتخذ بين الأصابع مكانا لها، وعلاج بعض الأورام بعجن الحناء ووضعها عليها مدة محددة من الزمن.
وتفضل بعض النساء صباغة شعورهن بمادة الحناء عوض اللجوء إلى الأصباغ التي تحتوي أغلبها على مود كيماوية تضر بخصلات الشعر ومنبته وفروة الرأس أيضا، وتحصل المرأة بفضل استعمال الحناء على شعر أحمر اللون من خلال خلط الحناء بعصير الليمون، وبعض المواد الأخرى مثل البن وبياض البيض للحصول على عجين متماسك، فيتم وضع قناع على الشعر.. 
ويبرز حضور الحناء أكثر في المجتمع الامازيغي في المناسبات الاجتماعية السعيدة خاصة، حيث لا تكاد تمر مناسبة الزفاف أو العقيقة مثلا دون أن تكون الحناء حاضرة تزين أيادي وأرجل العروس وأحيانا كثيرة يد العريس أيضا، أو كفي المولود الجديد، وحتى الحاضرات المدعوات إلى هذه الحفلات السعيدة.
وفي الأعراس الأمازيغية، يتم تزيين العروس بالحناء من طرف النكافة، وهي السيدة المتخصصة في تهيئ الفتاة المقبلة على العرس وتزيينها وتلبيسها الحلل والأزياء التقليدية الجميلة، فتعمد هذه النكافة إلى نقش يدي ورجلي العروس بالحناء بأشكال باهية مثل الورود والأشكال الهندسية المثيرة.
وتسمى ليلة التزين هذه بليلة الحناء، ويُستدعى لها النساء فقط من أسرتي الزوجين معا، ويتم خلالها الاحتفال بالعروس والحناء معا، حيث تظل الفتاة جالسة فترة طويلة أمام النقاشة التي تزوق يديها ورجليها بتأني واضح حتى يخرج الشكل الفني لأطراف العروس في أجمل منظر، لكونها ليلة العمر بالنسبة للعروس ولزوجها، لهذا يكون الحرص على أن يكون تزيين الفتاة بالحناء بشكل مناسب وخلاب.
وتمتزج طقوس تزيين العروس بالحناء مع أهازيج ومواويل غنائية من ترديد الفتيات والنساء الحاضرات، وأحيانا من طرف فرقة غنائية تحيي تلك الليلة الخاصة بالحناء إلى أن تنتهي العروس من تخضيب يديها ورجليها بالحناء، وفي الوقت ذاته ترمي الحاضرات بقطع نقدية على صحون الحناء التي تكون عادة بجانب قوالب السكر والبيض، وهي مواد ترمز إلى البياض وتؤشر على التفاؤل بحياة سعيدة بين الزوجين.
ونفس الاحتفالات بيوم العقيقة عند ازدياد مولود جديد، تحضر الحناء بقوة لتزين الأم وطفلها أيضا، وتشبه العقيقة حفل الزفاف وكأنه عرس مُصغر، لكن الحناء تظل الطقس الأكثر تواجدا في العقيقة.
وحتى في المناسبات الدينية من قبيل عيد الأضحى تحضر الحناء بقوة عند الأسر الأمازيغية، حيث تعمد العديد من النساء إلى طلي مقدمة رأس كبش العيد بالحناء تفاؤلا وتبركا به، وأيضا في عيد الفطر ترسم النساء والبنات صغيرات السن على أياديهن أشكالا مميزة من الحناء.
وتحضر الحناء أيضا في الهدايا المتبادلة، حيث تحرص الأسر في بعض المناطق على إكرام ضيوفها من النساء باشتراط عدم مغادرتهم إلا بعد التزين بالحناء في الدين والرجلين، دليلا على كرم الضيافة، وهي العادة التي اشتهر بها سكان وأهالي منطقة تومنار وسوس بصفة عامة.
ولما للحناء من مكانة سامقة في المجتمعالأمازيغي، صارت تشكل هاجسا أضحى بمثابة الاعتقاد والإيمان بقوتها وتأثيرها على حياة الفرد، باعتبار أن هناك العديد من الأسر الأمازيغية تعتقد أن عدم تخضيب العروس بالحناء ليلة زفافها هو فأل سيء ونذير شؤم عليها وحتى على قريباتها من الفتيات المقبلات على الزواج، لهذا يكون الحرص شديدا منهن على التبرك بالحناء ولو بوضع قسط قليل منها على أياديهن على شكل دائرة.
ومن الاعتقادات الشعبية المتداولة الأخرى في المجتمع الأمازيغي مثل العديد من المجتمعات الأخرى أن الإكثار من استعمال الحناء يقذف في قلب المرأة الحنان والعطف ويجعلها محبوبة عند الناس، كما أن وضع الفتاة العانس لأوراق الحناء في عنقها على شكل قلادة يتيح لها إمكانيات الزواج، لكن أغرب هذه المعتقدات تكمن في الإيمان بأن الجلوس تحت شجرة الحناء ليلا يصيب بالمس لأنها مأوى للجن..
لكن الشيء المثير أيضا في تواجد الحناء في جل مشاهد وفضاءات حياة الأمازيغ، أن التخضب بالحناء طقس ضروري لدى الكثير من الناس
والحناء في المجتمع الأمازيغي ليست فقط مادة لتخضيب الأرجل والأيادي وتزيين الجسد، ولكنها أيضا عند بعض النساء مؤشر على إظهار القوة أو التعبير عن التفتح، وبالنسبة للبعض الآخر هي مؤشر على تقليد للغير فحسب.
ويعتبر النقش بالحناء من وسائل إظهار التفتح لدى الكثير من الفتيات المراهقات، ولم تعد الحناء مادة تخص النساء كبيرات السن مثل الأمهات والجدات، بل أضحى نقشها على الأذرع والرجلين وأسفل الظهر من مؤشرات الانفتاح على العصر ومواكبة تقليعات الموضة الحديثة.

هناك 6 تعليقات :

  1. السلام عليكم

    الحناء لها اهتمام خاص لدى كل الشعوب الشرقية

    يوم الحناء يوم له تقاليده ايضا وله اهميته عند كل المسلمين والشرقيين
    اما طلى الكبش والحيوانات فى عيد الاضحى هى بالفعل بمصر موجودة ببعض الاحياء خاصة الريف والصعيد
    استاذى عبد الله كل يوم ادخل مدونتك اتعرف اكثر على عادات الامازيج وازداد حبا لهم واهتمام ومعرفة



    اشكرك جدا على المعلومات بارك الله فيك
    لك ارق تحية وتقدير وباقات ياسمين تعطر يومك

    ردحذف
  2. مساؤك خير وهناء اختي ليلى  شكرا لك على التعليق الجميل والكلمة الطيبة   لك كل الاحترام والتقدير

    ردحذف
  3. الحناء هو موروث ثقافي فينيقي تركه الفينيقيون ابان وصولهم للمغرب 800 قبل الميلاد بهدف التجارة مع سكان المغرب الاقصى و تعتبر و اكلة الكسكس من اهم ما تركوه في الثقافة المغربية التي هي تفاعل مجموعة من الحضارات

    ردحذف
  4. thank you for this work

    ردحذف
  5. slm 3laykom wach momkin dire lia al ta9afa al marghibiya

    ردحذف

أعضاء الصفحة