click here click here click here click here click here click here

2010-03-24

الحقيقة الأمازيغية

 التسمية.. التاريخ.. تمازغا.. اللغة.. تيفيناغ... إلخ

يسعى هذا الملف إلى تسليط الضوء على القضية الأمازيغية، التي أصبحت تعتبر من مواضيع الساحة، داخل بعض بلدان الشمال الأفريقي، كالمغرب والجزائر وليبيا، حيث استطاعت أن تتسلل إلى مختلف الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية، وأن تسترعي أنظار شتى الفعاليات الفكرية والحزبية والرسمية، مما مكنها من أن تطفو على سطح الواقع، وتحوز الاعتراف الرسمي بها، الذي ناضل الأمازيغيون من أجله طوال أكثر من نصف قرن، وتنال حظها داخل منظومات التعليم والإعلام وغيرهما، لماذا لا؟ وقد أبلى الأمازيغ البلاء الحسن، ولبوا نداء أوطانهم عبر كل مراحل التاريخ، الذي لا يزال يلهج بملاحمهم العظيمة التي خدموا بها الإسلام ورعوه، وأخلاقهم الكريمة التي فاحت منها السماحة والإيخاء والعدل. لذلك ارتأينا أن ندرج في هذا الملف مجموعة من القضايا التاريخية واللغوية والجغرافية، التي من خلال طرحها وتوضيحها تتسنى للقارئ معرفة بعض جوانب الحقيقة الأمازيغية، التي يجهلها حتى الذين ينتمون إليها نسبا وتاريخا ومواطنة!

الأمازيغ؛ ذلك المخلوق الحر بطبعه!

إن أصل كلمة البربر إغريقي صرف، حيث سمى اليونانيون القدامى كل من لا يتكلم بالإغريقية (بارباروس)، ثم استعار الرومان نفس المصطلح فأطلقوه على الأجانب، وبالتحديد الخارجين عن طاعة الإمبراطورية الرومانية والنابذين لأفكارها الاستبدادية والرافضين لنفوذها العسكري. وبما أن الأمازيغ كما يشهد تاريخهم القديم تمردوا على الحكم الروماني العاتي، ورفضوا تمام الرفض وبكل الوسائل المادية والمعنوية سيادته، فقد نعتوا من من قبله ب(بارباري)! أشار المؤرخ شارل أندري جوليان في كتابه تاريخ أفريقيا الشمالية "إلى أن البربر لم يطلقوا على أنفسهم هذا الإسم، بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم، وينعتونهم بالهمج، ومنه استعمل العرب كلمة برابر وبرابرة."
أما مصطلح أمازيغ، فإن دلالته اللغوية تعني الرجل/الإنسان الحر، في حين تحيل الدلالة التاريخية والسياقية على أن أمازيغ هو الأب الروحي للبربر أو الأمازيغيين، وذلك اعتمادا على ما ذهب إليه ابن خلدون في تحديده لنسب الأمازيغ. فهو يقول في المقدمة:" والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح عليه السلام... وأن اسم أبيهم أمازيغ". فابن خلدون يحاول هنا الفصل في أمرين مهمين: أولهما يتعلق بأصل الأمازيغ وثانيهما يرتبط باسم أبيهم.
 بخصوص الأمر الأول الذي يقترن بأصل الأمازيغ، نشب جدال ساخن انقسم فيه المتجادلون إلى تيارات ثلاث:
1-     دعاة التيار الأول تأثروا بالفكر الاستعماري الغربي، حيث يرون أن أصل سكان المغرب الأقدمون إنما يتأصل في أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية كثيرة تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي يمت بشكل أو بآخر بصلة إلى الجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا (حاليا)، والذي سبق له وأن استعمر شمال أفريقيا.
2-     أما أصحاب التيار الثاني فهم حديثو العهد، حيث تنبني وجهة نظرهم على بعض الكشوفات الأركيولوجية والأنثروبولوجية؛ إذ تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا(بوتسوانا بجنوب أفريقيا، غرب أفريقيا وكينيا)، بل فقد أوضحت بعض الدلائل والاكتشافات العلمية الجديدة، أن أصل الإنسان الحديث ربما لا يعود فقط إلى أفريقيا، وإنما يرجع إليها ظهور أقدم دلائل السلوك الحضاري للإنسان. لذلك يعتقدون أن الإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما، وإنما كان فيها منذ بداية تاريخ الإنسانية. فالراجح عندهم،إذن، أن هذا الإنسان الذي عثر عليه في أجزاء مختلفة من القارة الأفريقية،  قد يمت بصلة إلى سكان المغرب الأقدمون، الذين عاشوا في شمال أفريقيا وما جاورها من البقاع التي تمتد جنوبا حتى الصحراء الكبرى وغربا حتى سواحل البحر الأحمر.
3-     في حين يربط التيار الثالث سكان المغرب الأقدمون بالمشرق، حيث نزحوا من هنالك إلى شمال أفريقيا نتيجة حروب قاتلة أو مجاعة أو تقلبات مناخية أو غير ذلك. وخير من يعضد وجهة نظر هذا التيار هو تفسير ابن خلدون لهذه القضية في مؤلفه (المقدمة).
 أما فيما يتعلق باسم أب البربر الذي هو أمازيغ كما يؤكد ابن خلدون، فهذه شهادة حية من شأنها تدعيم الأقوال والتفسيرات الآنفة الذكر، حيث ينضاف إلى الدلالة اللغوية لكلمة الأمازيغ التي تعني الإنسان الحر، أمر آخر له طبيعة تاريخية ونسبية، وهو أن اسم الأب الأول لسكان الشمال الأفريقي هو أمازيغ، وعن طريق الإطلاق النسبي والانتمائي اكتسبوا تسمية (الأمازيغيون) نسبة إلى أبيهم أمازيغ.

تمازغا أو الجغرافية الأمازيغية
اعتاد الأمازيغ أن يطلقوا على وطنهم الأصلي تمازغا، أي بلاد الأمازيغ، التي تمتد عرضا من غرب مصر (واحة سيوه) إلى جزر الكناري الكائنة في المحيط الأطلسي، وطولا من حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الإفريقية الكبرى، حيث دول مالي والنيجر وبوركينافاسو.

إطلالة على التاريخ الأمازيغي
استنادا إلى مجموعة من المصادر التاريخية نستجلي أن أقدم ما كتب حول الأمازيغ؛ إنسانا وحضارة، يرجع إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وهي كتابات وجدت عند قدماء المصريين، وقد كان يطلق على الأمازيغ عبر المراحل التاريخية المختلفة شتى الأسماء مثل: الليبيون، النوميديون، الجيتوليون، المور، البربر، الأمازيغ وغير ذلك. وقد عاصر الأمازيغ كما نقرأ في الموسوعة العامة (ويكيبيديا) وغيرها من المؤلفات، أعظم الإمبراطوريات القديمة، التي كان لها في ذلك الزمان شأن كبير، فتفاعلوا معها ثقافيا وعسكريا وتعتبر قرطاج نموذجا للتفاعل بين الأمازيغ والفينيقيين, وتعتبر قورينا نموذجا للتفاعل بين الأمازيغ والأغريق القدماء. ومثلما تفاعلوا مع الأغريق والفينيقيين تفاعلوا مع الرومان، حتى أن قرطاج الرومانية كانت أقوى مدينة بعد روما عاصمة الرومان، فنبغ الأمازيغ في جامعتها ونذكر منهم القديس أوغسطين، وترتوليان وأبوليوس.

نقوش حجرية أمازيغية
ولا يزال يذكر التاريخ القديم أن الأمازيغ ساهموا بدور ريادي في المؤسسات السياسية والعسكرية الرومانية، فانضم منهم العديد إلى الجيش الروماني، الذي أبلوا معه البلاء الكبير، فكان نتيجة هذا الإسهام أن استطاع ثلاثة من الأمازيغ أن يصبحوا قياصرة رومان، وهم سبتيموس سيفاريوس، ونجله كركلا وقريبه ماكرينوس.
وبعد ذلك التاريخ الغابر، هبت على بلاد الأمازيغ رياح الفتوح الإسلامية، ويحدثنا ابن خلدون بأن الأمازيغ وقفوا بالمرصاد في وجه الجنود العربية والإسلامية، إلا أنه بعدما أدركوا حقيقة الإسلام وسماحته وعدالته أقبلوا عليه بعفوية تامة، وساروا في ركابه، خدما له ولأهله، وتفرغوا لنشره شمالا، إلى تخوم جبال البرانس الأوروبية، وجنوبا إلى أعماق الصحراء الكبرى الأفريقية، وقد أبلى القائد العظيم طارق بن زياد، الذي كان أمازيغيا، البلاء الحسن، حيث يعود إليه فضل فتح بلاد الأندلس، وتعميم الإسلام في سائر أرجائها. ثم لا يخفى علينا مدى التفاف الأمازيغ على الدين الإسلامي وأهله، وخير ما يؤكد ذلك القبول الكبير الذي كنوه لإدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي، الذي توجه إلى بلاد المغرب الأقصى فارا من حكام بني العباس، فوجد في الأمازيغيين سندا كبيرا لدعوته، الذين احتضنوه بشدة، فاتخذوه قائدهم الروحي، فتناسل معهم عندما اتخذ كنزة البربرية شريكة حياته، فظلت تلاحقه جواسيس العباسيين، حتى تمكنوا من تسميمه وقتله، غير أن الأمازيغ  ظلوا مخلصين له، فبايعوا ابنه إدريس الثاني وهو لا يزال جنينا في بطن امه! وبعد مرحلة دولة الأدارسة سوف تتعاقب على حكم المغرب العديد من الدول، التي منها دولتين أمازيغيتين هما المرابطية والموحدية، اللتين امتد نفوذهما إلى الأندلس ومختلف بقاع الشمال الإفريقي والمناطق المتاخمة للصحراء الكبرى. 
لغات ولهجات الأمازيغ                                                                                                                                           لقد أوردت موسوعة يوكيبيديا الإحصاءات الآتية، المتعلقة بنسب الناطقين بالأمازيغية وتوزيعها على مختلف مناطق بلاد تمازغا، رأينا من الأهمية بمكان إدراجها في هذا الملف الخاص بالأمازيغية. حيث تنتشر اللغة الامازيغية (بتنوعاتها المختلفة : ثاريفيت، تاشلحيت، تاقبايليت...) في العديد من البلدان الإفريقية أهمها:                                    
المغرب : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 50% و 56% من السكان البالغ مجموعهم 32 مليون نسمة.                                                                                            
الجزائر: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 30% و 35% من السكان البالغ 32.5 مليون نسمة.                                                                                                                   
ليبيا: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 20% و 25% من السكان البالغ مجموعهم6 مليون نسمة.                                                                                                                      
أما في البلدان التالية فتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم عن 10% : تونس، موريتانيا، مالي، النيجر و بوركينافاسو.                                                                                                           
وفي أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لا يقل تعدادها عن المليونين نسمة. وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها ثامازغا (شمال أفريقيا) وبتمسكها بهويتها الأمازيغية.
الكتابة الأمازيغية؛ خط تيفيناغ





إن خط تيفيناغ هو أبجدية قديمة كانت تستخدم في شمال إفريقيا بين الأمازيغ والطوارق ، يختلف دارسو أصول الكتابات في أصلها، فيعتبر البعض أنها أصيلة بمعنى أن مبتكريها لم يعتمدوا على كتابة سابقة لإنتاجه ، بينما يرى آخرون أنها ترجع إلى الفينيقية للاعتقاد السائد بكون الفينيقية أم الكتابات التي انتشرت من بعدهم في العالم. وقد اعترفت المملكة المغربية في السنوات الأخيرة بهذا الخط، وأصبح يستعمل في تدريس الأمازيغية في التعليم المغربي

هناك 4 تعليقات :

  1. مدونة متميزة للغاية و دسمة
    اسعدني زيارتك لنا و ساتابعها بإذن الله

    ردحذف
  2. أهديك من سلسلة المغرب العربي هذhttp://shayunbiqalbi.blogspot.com/2009/09/blog-post_863.html

    ردحذف
  3. كلام روعة كتابتك ؟؟
    ابداع ابداع
    شكرا لك

    ردحذف
  4. شكرا لك Sonnet وعل تعليقك الجميل وعلى مرورك الطيب تحياتي اليك

    ردحذف

أعضاء الصفحة