تونس أو تيناس أو تيناست أو إفريقيّة ، سمّيها كما يحلو لك ، هذه الرّقعة الجغرافيّة الصّغيرة في الحجم و الكبيرة تاريخيّا و حضاريّا ، هي دولة أمازيغيّة مها آمن المُعرّبون بعروبتها .و تونسعدد سكّانها 12 مليون نسمة حسب آخر إحصائيات ، ينحدر أغلب شعبها من أصول أمازيغيّة بنسبة 88 % حسب ما صرّحت به ناشيونال جيوغرافيك أواخر سنة 2016 عبر المشروع الجيني الذي باشرته منذ سنة 2005 ، أي أنّ 10 مليون و 500 ألف نسمة أمازيغ ينحدرون
من قبائل : ( جلاص ، وسلات ، عيار ، فراشيش ، أوربه ، نمامش ، زناته ، نفزاوه ، ورغمّه ، ماجر ... ) و لا تمثّل نسبة العرب في تونس سوى 04 % من التعداد السكاني ، أي حوالي 500 ألف نسمة فقط . كانت اللغة الأمازيغيّة هي اللغة السّائدة و الرّسميّة للشعب التونسي حتّى بعد وفود الهلاليين و بنوا سُليْم إلى شمال إفريقيا . تعلّم التونسيون العربيّة كبقيّة الشعوب المسلمة للقيام بفرائضهم الإسلاميّة و ذلك عن قناعة و طيب خاطر و لم يُلغوا لغتهم الأصليّة كما يُشاع. و إلى حدود الخلافة العثمانيّة ( 1574 - 1881) التي وجدت صعوبة كبيرة في السّيطرة على هذا الشعب الذي لم يرضى بالحكم المباشر من طرف العثمانيين ، فسلّمت الحكم الذّاتي للبايات بشروط ، فعانت تونس من ظلم هؤلاء البايات الذين إرتكبوا عدّة مجازر في حق الشعب التونسي و تهجير العديد من العائلات و مصادرة أراضيهم .رأت بريطانيا و فرنسا و حلفائهم بداية ضعف العرب و سهولة إختراق صفوفهم و ذلك لتشتيت المسلمين و تفتيتهم بعد قوّة دامت 13 قرن ووحدتهم تحت راية الإسلام ، فإخترعت فكر القوميّة العربيّة و أوهمت عرب الجزيرة العربيّة بمساعدتهم لمحاربة الأتراك الذين إفتكّوا منهم الخلافة الإسلامية و حمايتهم من أطماع الفرس في الخلافة ، فأرسلوا لهم الدّاهية الصّهيوني ’’ توماس إدوارد لورنس ’’ المُكنّى بـ ’’ لورنس العرب ’’ .( 1911 )ي قول لورنس في مُذكّراته ( لقد كان العرب يفهمون السياسة الخارجيّة فهما عشائريّا بدويّا ، و كانت لهم بساطة في التفكير ، و أكثر ما أفخر به إقناعي للعرب خوض المعارك جنبا لجنب مع البريطانيين و حافظت على عدم إراقة دماء الجنود البريطانيين ، و كان كذلك ، لأنّ جميع العرب في نظري لا يُساوون موت أنجليزي واحد ... ) .
إنطلت الحيلة الغربيّة على العرب و المستعربين على حد سواء و تمّ تفتيت الأمّة الإسلاميّة ، و إنهار الباي التونسي ’’ محمّد الصّادق باي ’’ أمام التهديدات الخارجيّة و تدهور إقتصاد الدّولة و إشرافها على الإفلاس ، ممّا إضطرّه لطلب الحماية من فرنسا و تسليمه الدّولة التونسيّة على طبق من ذهب إلى المستعمر بتاريخ 12 ماي 1881 .
عمدت هذه الأخيرة ’’ فرنسا ’’ على مواصلة التعريب و تمكّنت بإمكانياتها المتطوّرة من الوصول إلى الأماكن التي لم يصلها البايات .و بعد الإستقلال المزعوم واصل بورقيبة و بن علي عمليّة التعريب و إضطهاد الأمازيغ و محاصرتهم طمعا في المساعدات الخارجيّة و حفاظا على كرسيّ الحكم . و بعد ثورة 14 جانفي 2011 وجد النشطاء الأمازيغ بعض الحريّة لإثارة التاريخ الأمازيغي للبلاد التونسيّة علنا و نفض الغبار عن هذه الحضارة العريقة .ما يؤسفني هو أن أرى بعض الأمازيغ المستعربين لازالوا يؤمنون بفكر القوميّة العربيّة إلى الآن و بعد كل هذه الأحداث ، لازالوا مصرّون على قراءة بعض التاريخ صحيح كان أو مُزوّر ، و إتلاف و طمس البعض الآخر الذي فيه نور لهم ، و ما لم يفهموه هو أنّ الأراضي الأمازيغيّة التونسيّة لازالت إلى اليوم ساحة صراع بين الأتراك و العرب .حافظ الأمازيغ في تونس على الطّابع الخاص بهم من ثقافة و عادات و تقاليد ، و نرى ذلك في المأكل مثل : ( الكسكسي ، البركوكش ، الملثوث ، القريطفه ، المطّبقة ، العصبان ... ) و في اللباس مثل : ( الملية ، البخنوق ، الحولي ، البرنوس ، القشّبيّة ، الكدرون ، الشاش ، الشّاشيّة ، السّفساري ... ) و في الحلي مثل : ( الخلال ، الخلخال ، الخمسة ، الشركة ، المقياس ... ) و في الموسيقى مثل : ( القصبة ، المزود ، الزّكرة و الإيقاعات و الألحان الشمال إفريقيّة ... ) .
بقلم : ( تاكفريناس حمّادي )
من قبائل : ( جلاص ، وسلات ، عيار ، فراشيش ، أوربه ، نمامش ، زناته ، نفزاوه ، ورغمّه ، ماجر ... ) و لا تمثّل نسبة العرب في تونس سوى 04 % من التعداد السكاني ، أي حوالي 500 ألف نسمة فقط . كانت اللغة الأمازيغيّة هي اللغة السّائدة و الرّسميّة للشعب التونسي حتّى بعد وفود الهلاليين و بنوا سُليْم إلى شمال إفريقيا . تعلّم التونسيون العربيّة كبقيّة الشعوب المسلمة للقيام بفرائضهم الإسلاميّة و ذلك عن قناعة و طيب خاطر و لم يُلغوا لغتهم الأصليّة كما يُشاع. و إلى حدود الخلافة العثمانيّة ( 1574 - 1881) التي وجدت صعوبة كبيرة في السّيطرة على هذا الشعب الذي لم يرضى بالحكم المباشر من طرف العثمانيين ، فسلّمت الحكم الذّاتي للبايات بشروط ، فعانت تونس من ظلم هؤلاء البايات الذين إرتكبوا عدّة مجازر في حق الشعب التونسي و تهجير العديد من العائلات و مصادرة أراضيهم .رأت بريطانيا و فرنسا و حلفائهم بداية ضعف العرب و سهولة إختراق صفوفهم و ذلك لتشتيت المسلمين و تفتيتهم بعد قوّة دامت 13 قرن ووحدتهم تحت راية الإسلام ، فإخترعت فكر القوميّة العربيّة و أوهمت عرب الجزيرة العربيّة بمساعدتهم لمحاربة الأتراك الذين إفتكّوا منهم الخلافة الإسلامية و حمايتهم من أطماع الفرس في الخلافة ، فأرسلوا لهم الدّاهية الصّهيوني ’’ توماس إدوارد لورنس ’’ المُكنّى بـ ’’ لورنس العرب ’’ .( 1911 )ي قول لورنس في مُذكّراته ( لقد كان العرب يفهمون السياسة الخارجيّة فهما عشائريّا بدويّا ، و كانت لهم بساطة في التفكير ، و أكثر ما أفخر به إقناعي للعرب خوض المعارك جنبا لجنب مع البريطانيين و حافظت على عدم إراقة دماء الجنود البريطانيين ، و كان كذلك ، لأنّ جميع العرب في نظري لا يُساوون موت أنجليزي واحد ... ) .
إنطلت الحيلة الغربيّة على العرب و المستعربين على حد سواء و تمّ تفتيت الأمّة الإسلاميّة ، و إنهار الباي التونسي ’’ محمّد الصّادق باي ’’ أمام التهديدات الخارجيّة و تدهور إقتصاد الدّولة و إشرافها على الإفلاس ، ممّا إضطرّه لطلب الحماية من فرنسا و تسليمه الدّولة التونسيّة على طبق من ذهب إلى المستعمر بتاريخ 12 ماي 1881 .
عمدت هذه الأخيرة ’’ فرنسا ’’ على مواصلة التعريب و تمكّنت بإمكانياتها المتطوّرة من الوصول إلى الأماكن التي لم يصلها البايات .و بعد الإستقلال المزعوم واصل بورقيبة و بن علي عمليّة التعريب و إضطهاد الأمازيغ و محاصرتهم طمعا في المساعدات الخارجيّة و حفاظا على كرسيّ الحكم . و بعد ثورة 14 جانفي 2011 وجد النشطاء الأمازيغ بعض الحريّة لإثارة التاريخ الأمازيغي للبلاد التونسيّة علنا و نفض الغبار عن هذه الحضارة العريقة .ما يؤسفني هو أن أرى بعض الأمازيغ المستعربين لازالوا يؤمنون بفكر القوميّة العربيّة إلى الآن و بعد كل هذه الأحداث ، لازالوا مصرّون على قراءة بعض التاريخ صحيح كان أو مُزوّر ، و إتلاف و طمس البعض الآخر الذي فيه نور لهم ، و ما لم يفهموه هو أنّ الأراضي الأمازيغيّة التونسيّة لازالت إلى اليوم ساحة صراع بين الأتراك و العرب .حافظ الأمازيغ في تونس على الطّابع الخاص بهم من ثقافة و عادات و تقاليد ، و نرى ذلك في المأكل مثل : ( الكسكسي ، البركوكش ، الملثوث ، القريطفه ، المطّبقة ، العصبان ... ) و في اللباس مثل : ( الملية ، البخنوق ، الحولي ، البرنوس ، القشّبيّة ، الكدرون ، الشاش ، الشّاشيّة ، السّفساري ... ) و في الحلي مثل : ( الخلال ، الخلخال ، الخمسة ، الشركة ، المقياس ... ) و في الموسيقى مثل : ( القصبة ، المزود ، الزّكرة و الإيقاعات و الألحان الشمال إفريقيّة ... ) .
بقلم : ( تاكفريناس حمّادي )
0 --التعليقات-- :
إرسال تعليق