click here click here click here click here click here click here

2017-09-20

سر اعتزاز ايمازيغن بهويتهم

إذا كانت مقومات أي أمة من الأمم هي الأصل الواحد واللغة الواحدة والتاريخ والمصير المشتركين والأرض الجامعة ، فإن الأمة الأمازيغية حقيقة صارخة فأصل الآمازيغ عريق يضرب في أعماق عصور ماقبل التاريخ المعتمة إلى أكثر من تسعين   ألف سنة أما تاريخ هذه الأمة فلا زال    المؤرخون والدارسون إلى يومنا  هذا لم يكشفو  عن خباياه
وأسراره ، وكل يوم يشعر الآمازيغي أي كانت جنسيته ليبي
أو جزائري أو مغربي أو تونسي أو موريتاني أو مصري سيوي أو كاناري أو نجيري أو ازوادي أن الحديث يدور حول أجداده وهويته ، أما اللغة الآمازيغية فمازالت حية ومتأصلة ، من سيوا شرقا إلى جزر كناريا غربا ومن المتوسط شمالا إلى أواسط مالي والنيجر جنوبا ، وهي متعددة اللهجات والمفردات والمصطلحات والتعابير ، وفي ذلك غنى وإثراء لها ....فطوال تاريخهم كان الأمازيغ يفتخرون بهويتهم ويتمسكون بها ، ولم يحدث أن تنكروا لأصلهم أبدا حيث أن التاريخ يخبرنا مثلا أن الملك الفد يوبا الأول كان شديد الاعتزاز بأصله و هويته الأمازيغية ، و كان شديد الرغبة في تحقيق وحدة الأراضي لتامازغا ووضعها كلها تحت حكمه ، كما أنه كان شديد الغيرة على سيادة مملكته ، بحيث أنه كان يمنع على الضباط الرومان لبس البرنس الأحمرالأمازيغي ، كونه كان شعار ملكه ، لا يلبسه إلا هو وكبار القوم الأمازيغ ....
فخلافا لادعاءات منظري أتباع الكولونيالية الجديدة من الحركة العرقية العروبية في المنطقة , فالدراسات الانتربولوجية والسوسيولوجية الكولونيالية للمجال الامازيغي كان في خدمة عملائه المخلصين من عروبيي النزعة حيث استهدف بالاساس البحث عن ميكانيزمات تفكيك المجتمع القبلي الامازيغي - إبان الفترة الاستعمارية - وتدمير بنيته الاجتماعية والسياسية والثقافية والهوياتية ، وفي المقابل عمل على تقوية المؤسسة السياسية والثقافية العروبية . وهذا ما مارسته فعليا الاقامة العامة الفرنسية والأوربية بذلك المجال الترابي الامازيغي على طول المنطقة ، و الاماكن المحصنة للمقاومة الامازيغية ، بكل انواع الاسلحة حتى المحرمة دوليا ، في الوقت الذي لم تطلق ولو رصاصة واحدة في المناطق المعرابة, بل وعملت فرنسا على تحصينها وتنميتها وتأطير سياسييها وإسناد المهام دات المنحى التبعي لهم ، وعلى تحديث مؤسساتها التقليدية وبناء المدارس والثانويات الفرنسية فيها ....,
إن اكبر جريمة ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في المنطقة تفوق بكثير تلك الجرائم التي استعملت فيها السلاح الكيماوي في حق الأبرياء عندما ابادت قبائل امازيغية برمتها في الجزائرواحرقت قرى بأكملها فراح ضحيتها الملايين بين قتلى وجرحى ومنكوبين ... ، وعندما اشتركت مع المستعمر الإسباني والمخزن المغربي العروبي في مجزرة الريف المغربي التي استعملت فيها الأسلحة الكيماوية مما أسفر عن إبادة عشرات الآلاف من أمازيغيي الريف الأشاوس ناهيك عن مجازر الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي نفس الشيء قامت به ايطاليا في ليبيا... وهي الجرائم التي تمت في صمت إعلامي ودولي رهيب ومتآمر على أقدس حق من حقوق الشعوب ... وهي الجريمة الهوياتية , جريمة اصطناع الهوية العربية المزيفة لشمال افريقيا واخضاع الشعب الاصلي لاستعمار من نوع جديد, وذلك بغية محو غريزة التشبث بالارض واللغة والهوية والثقافة والاستقلالية عن الاخروالحفاظ على مقومات الدات.... , ان اصطناع العروبة الايديولوجية في مختبر باريس وبعقول انجلو-فرنسية لم يأت من فراغ بقدر ما هي استراتيجية سياسية طويلة المدى جوهرها ابقاء منطقة شمال افريقيا تابعة للنظام الامبريالي اقتصاديا وسياسيا ولن يتسن لهم ذلك الا بالقضاء على الذات الثقافية والهوياتية الاصلية المتشبثة بالارض والخصوصية والاستقلالية وخلق هويات زائفة مشوهة وهجينة لا تتردد أبدا في أن تكون الخادمة المطيعة للأسياد الامبرياليين... إن بلاد الامازيغ كانت ولازلت ضحية مؤامرة استعمارية , امبريالية-عروبية بالوكالة , لازلت تدفع ثمنها غاليا ومازالت الجريمة سائرة المفعول فوق كل المراسيم القانونية والاخلاقية والانسانمية.... ولدلك لا مناص من العمل على استكمال تحرير المنطقة واسترجاع كامل سيادتها حيث يفترض دلك تحريرها مما تبقى من الإرث الاستعماري الأسود ، أي تحريرها من فكرة العروبة كهوية ، والتي كانت ، كما شرحنا ، من نتائج الاحتلال ليس إلا . وهذا التحرير يشترط العودة إلى الوضع الهوياتي الأمازيغي الأصلي الذي كانت عليه المنطقة قبل الاحتلال الأوربي ، عندما كانت أمازيغية أرضا وشعبا وسلطة ....، دون أن ينفي ذلك التنوعَ اللغوي والثقافي والعرقي والديني ، لكن في إطار وحدة الهوية الأمازيغية للمنطقة المغاربية الشمال افريقية....
إن العمل على رد الاعتبار للهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا ثقافيا وسياسيا لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخليص مفهوم الهوية من المضامين العرقية التي ألصقت به قصدا أو خطأ ، ومن خلال النضال الثقافي والسياسي و تنظيم الندوات والمناظرات واللقاءات الفكرية والثقافية حول موضوع الهوية الأمازيغية ، وبتبيان أن الهوية تتحدد بالأرض وليس بالأصل الإثني أو غيره ، و باحترام بل والدفاع عن التنوع الثقافي واللغوي داخل وحدة الهوية الأمازيغية للمنطقة ، وبإعادة كتابة تاريخ شمال إفريقيا بإبراز محتواه الهوياتي الأمازيغي ، وبربط علاقات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين التنظيمات الأمازيغية الثقافية منها والسياسية والحقوقية والمدنية على مستوى تامازغا ، ومع سائر المنظمات والجمعيات التي لها نفس الأهداف داخليا وخارجيا ،....أن استعادة الهوية الأمازيغية لتامازغا أو شمال إفريقيا ، أرضا وسلطة ودولة ، المستمدة من هوية الأرض الأمازيغية ينبغي أن تكون هي المطلب المرجعي الرئيسي والأصلي والهدف الاستراتيجي للحركة الأمازيغية في المنطقة الشمال افريقية ... وفي هدا الإطار يتحتم على كل أحرار تامازغا منذ الآن أن يولوا مسألة الهوية الآمازيغية ، والانتماء الآمازيغي ، والثقافة واللغة الآمازيغيتين اهتماما جادا ومحوريا ، وألا يتخلوا عن مسؤولياتهم الجسيمة والكبيرة اتجاه قضيتهم المصيرية تلك حتى لا تحاسبهم الأجيال القادمة عن تقصيرهم وتفريطهم في ذلك .

هناك 4 تعليقات :

  1. رائع ان يعتز الانسان باصوله وهويته تنميرت نون اغودان

    ردحذف
  2. من لا ماضي له لا مستقبل له بارك الله فيك اخي الكريم tanmirt

    ردحذف
  3. أعتقد أنه قد آن الأوان للكشف عن حقيقة العلاقة بين المغاربة وإسرائيل بكل واقعية، خارج الهتاف الشعاراتي للقوميين والإسلاميين، ونحن لا نقول ذلك من أجل التشهير بأحد أو التحريض ضده، بل فقط من أجل أن يعلم الناس أن "التطبيع" إن وجد بالمغرب، فلن يكون شأنا أمازيغيا أو من اختصاص الأمازيغز

    كلام سليم

    ردحذف

أعضاء الصفحة