2013-08-01

أخربيش

كثيرة هي الأماكن التي تركت بصماتها في أذهاننا ونفوسنا وأحببناها صغارا وكبارا لأنها تخلد لمرحلة من حياتنا وتؤرخ لذكريات جميلة لن ننساها.
“اخربيش”مثله مثل “تفضنا “المكان المظلم الأسود بفحم النار إلا انه يحمل في نفوسنا الكثير من عبر الإجلال والتقدير .
إن” اخربيش” ليس مجرد مكان عادي ، انه رمز الاتحاد والتضامن فهو الذي يجمع أهل الدوار ويوحد بينهم لتدارس مشاكل قريتهم واتخاذ القرارات المناسبة.
ولاشك أن البعض ممن لا…يعرفون”اخربيش” سيتساءلون عن معنى هذا المكان ،لذا نقول إن “اخربيش ” يطلق على مكان داخل  المسجد في قرى سوس والمخصص لتسخين مياه الوضوء  .هذه هي الوظيفة العامة “لأخربيش” إلا انه يتجاوزها إلى وظائف اجتماعية وترفيهية أخرى كثيرة
“فأخربيش” يتحول في فصل الشتاء إلى مكان محبوب ومفضل خصوصا عندما تهب رياح “دجنبر” وتلفح الوجوه وتجمد المياه والدماء في العروق فلا يعيد الدفء للجسم إلا جلسة حول النار في اخربيش ، وإياك أن تتأخر وإلا حرمت من مكان للجلوس .
ومما يزيد المكان قدسية وروعة تلك المسامرات والأحاديث الطريفة والنكت والقصص العجيبة والغريبة التي يروها بعض الشيوخ إما بعد العشاء فيتحول أخربيش إلى نادي للشباب يسهرون فيه إلى وقت متأخر من الليل إما بلعب “الكارطة” أو تبادل أطراف الحديث .
كم هو رائع ذلك الجو الحميمي في “اخربيش”وأنت تنظر إلى أبناء قريتك مجتمعين صغارا وكبارا شبابا وشيوخا يجمعهم الحب والود والايخاء.

ومن صور الاتحاد التي يرسمها “أخربيش”توزيع الأدوار بين نساء القرية لإحضار “تاوالا” وتعني نصيبها من الحطب .فكل بيت ملزم بقوة العرف بإحضار كومة من الحطب الذي يستخدم في التدفئة في أخربيش.
ومن صور التضامن كذلك تناوب الجالسين في اخربيش على “تسعير” النار أي رمي الحطب كلما أوشكت النار على الإطفاء.
إن أخربيش كان وسيبقى رمزا للدفء والحرارة و مجلسا للسهر والمناقشات ومكانا للشعر وسرد الحكايات وبطولات الكبار ، فياليث الشباب يعود يوما لنعيد أمجاد أخربيش الخوالي … اخربيش  ... هذا المكان الذي يسارع اليه ابناء الدوار كلما اشتد عليهم البرد .
والجلوس في اخربيش له طقوس خاصة .. فلابد لكل واحد ان يحضر جزءا من الحطب قصد اشعال النار الكثيفة . ثم يجلس الجميع مكونين حلقة حول هذه النار 

وهناك اناء كبير يكون مشدودا بسلسلة حديدية بسقف اخربيش وهذا الاناء يتم ملؤه بالماء للوضوء .. ثم يبدا النقاش في شتى المواضيع من طرف شيوخ الدوار .
وكم كنا نحب هذا الجو الدافئ والرائع ونحن اطفال .. وكم كنا مندهشين لطريقة حوار الاباء حيت تتعالى اصواتهم محاولة منهم لاقناع الاخرين بوجهة نظر معينة ..
واحيانا  ننصرف الى بيوتنا في حين يفضل بعض - افقيرن - النوم قرب النار طلبا للدفء ...

هناك 6 تعليقات:

  1. ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﻻﻳﺴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ الأمازيغي ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤﺔ - ﺍﺧﺮﺑﻴﺶ .
    تنميرت اكماتنغ

    ردحذف
  2. ﺍﻟﻤلجأ الوحيد ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪت ﻋﻠﻴﻬﻢ ظروف الطقس الباردة التي تلحف أجسامهم. ف "أﺧﺮﺑﻴﺶ" ﻟﻪ عادات وطقوس متجدرة .. ﻓﻼﺑﺪ ﻟﻜﻞ فرد ﺍﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺐ لإﺷﻌﺎﻝ النار

    ردحذف
  3. تنميرت نك اسي عبد الله اكيحفض ربي ارك باهرا نسمغور ف الخبر

    ردحذف
  4. azul flak agamtnh tsnmit nk bahrra iflojan

    ردحذف
  5. ti9borine ayad asi abou soufiane akihfd rbi

    ردحذف
  6. مكان كلنا نتدكره في تيمزكيدا ..جميل ما تتحفنا به اخي الكريم تنميرت

    ردحذف