عزيزاتي الثائرات:
قيل لنا أن النساء " ضلعة عوجاء"... و تعلمنا من الجدات أن الضلع لا يكون أعوجا إلا إذا ألف الانحناء، و حينها أدركنا أن لا أحد يستطيع أن يركب ظهورنا إلا إذا كنا منحنيات... و هذا الانحناء لم يكن إلا لأننا رضينا الذل و رضي بنا، و تقاسمنا و إياه الفراش و الخبز و الزيت ( أقصد الذل)، و حين قبلنا الانحناء بصدر رحب صارت ضلعتنا عوجاء، و أعتقد يا عزيزاتي و لا أظن أنكن ستخالفنني الرأي، أنه قد حان وقت جبر الضلعة العوجاء لتصبح
مستقيمة لا تحتاج إلى من يلويها ، و لتأخذ زمام نفسها.
آسفة حقا عزيزاتي لأني أخاطبكن بلسان غير لسانكن، لكن و إن تعددت الألسن و اختلفت، فالمقصود او القصد واحد... و اعذرنني على رتابة "فصحتي أو فصاحتي " فقد نسيت شكل الألف لأني ألفت كما ألفتن شكل "الزرواطة"، زرواطة المجتمع و زرواطة الأهل و زرواطة الصحبة و زرواطة ذواتكن...
و نسيت الميم أيضا، حتى أني بت أخشاه على غراركن، فميم الممنوع و ميم مقبرة الأحلام قد أنستني كيف تكتب ميم "معرفة"، ميم "ميوزيك" و ميم "موزارت"...
و على ذكر "موزارت" سيقول لكن الشيخ حرام حرام، فلا تصغين إليه، بل أرقصن على ألحانه مسربلات الشعر حافيات تحت زخات مطر طوفانية حتى يغادركن "جن" القيد و القيد و القيد.
عزيزاتي الثائرات:
أحلم كما يحلم العديد منكن، بشاطئ نصطاد من على صخره بصنارة، فتعلق في شراكنا أسماك من كل صوب و حدب، دون أن يلاحقنا نهيق التحرش و داء كلب السلطة الذكورية... أحلم كما يفعل العديد منكن بحمل قيتارة نعزف على ألحانها ما لم يعزف بعد.. ما عجز بتهوفن على إدراك لغزه، ربما نسميها سمفونية وحي إلهي أنثوي... و ربما أدع لمخيلتكن الخصبة شرف وضع اسم يليق بها، إيمانا مني بأنكن رائعات... مبدعات...
أرى فيما يشبه الرؤيا، أن القرون التي فاق تعدادها العشرة، تصبح كابوسا، نستيقظ منه، و نتفل في صدورنا و نحمد الرب أن ما رأينا كان كابوسا... فنعود لحياتنا اليومية مشرقات... نقصد الناسا و نصدر أحكاما قضائية، و نخترع... و لا تداهم اذاننا الحساسة عبارات من قبيل: "ناقصة عقل ودين" " ضلعة عوجا" "خرجات القحبة" " لا يفلح من ولوا أمرهم امرأة" ...
و في رؤياي هاته، تقدم قرابين من البنفسج لعشتار، و ورود الليلك الأبيض لتانيت، و تصبح الحياة مقدسة يحبو فيها الرضيع عاريا دون أن يخدش...
قد يقول قارئ رجل، " قبح الله أحلامكن" ... و بروية أجيبه " قبح الله أفعالكم" ... أوليس الرب محبا للجمال، للسلام، للحب؟
عزيزاتي الثائرات
لا أدعوكن إلى خلع ملابسكن كي تثبتن وجودكن، لكن ادعوكن إلى تعرية عقولكن و تنظيفها من كل ما علق بها من خرافات مشرقية غربية متزمتة... أدعوكن إلى نفض الغبار عن كيانكن... فلستن مجرد أجساد جميلة... أنتن الوجود بأكمله.. و إن ادعى احد غير ذلك فليثبته و ليحاول أن يعيش دون الضلعة العوجاء الغبية العاطفية ...
عزيزاتي الثائرات الإنسان:
صراعات الرجال حول السلطة، و صراعاتنا نحن " اللواتي أغباهن المجتمع" حول الرجال، أولسنا حقا مستلبات؟
أليس من البلادة أن لا تكون لنا قضايانا، أحكامنا، أرائنا، طقوسنا، عاداتنا، صراعاتنا، نضالنا، حريتنا، قناعاتنا؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق