2010-06-24

زينب النفراوية

هي زينب بنت إسحاق الهواري من قبيلة نفراوة أو (نفزاوة) الأمازيغية، كان والدها تاجرا من تجار القيروان، وتوصف زينب بأنها كانت ذات حسن وجمال وعقل وتدبير.

تزوجها أمير المرابطين أبو بكر بن عمر اللمتوني في إحدى سفراته إلى شمال دولته. ولما عزم على خوض حروب جهادية في أفريقيا جنوب الصحراء لم يشأ أن يتركها معلقة أو أن يأخذها معه إلى الصحراء لعدم استطاعتها العيش هناك، فطلقها وقال لها: إني راجع إلى الصحراء وأريد الجهاد بالسودان، ولعلي أرزق بالشهادة، فلا أحملك ما لا تطيقين.



ويُذكر أنه أوعز لابن عمه يوسف بن تاشفين قائد جيوش المرابطين الشمالية أن يتزوجها، وقال له إنها امرأة عاقلة. وارتحل أبو بكر راجعا إلى الصحراء عام 453هـ/1061م فتزوج يوسف زينب وأعانته برأيها وحصافتها وحسن تدبيرها، وكان يستشيرها في أموره ويتبع ما تشير به عليه.

ولما عاد أبو بكر إلى المغرب مرة ثانية عام 465هـ/1073م وكان ملك ابن تاشفين وسلطانه قد بدأ يقوى بالمغرب، فأحس أبو بكر أن في الأمر تهديدا للجناح الجنوبي من دولة المرابطين، فنزل أبو بكر بمدينة أغمات القريبة من مراكش، وبعث يستحضر ابن تاشفين غير أن هذا الأخير لم يعد يرغب في أن يظل تابعا لابن عمه أبي بكر.

استشار ابن تاشفين زوجته زينب النفراوية في كيفية الاستقلال عن زوجها السابق، فقالت له "إن ابن عمك رجل متورع فإذا لقيته فقصر عما كان يعهده منك من الأدب والتواضع، وأظهر له أنك مساو له ومماثل، ولاطفه مع ذلك بالأموال والهدايا فإنه يسلم لك".
فعمل يوسف بما أشارت به زينب من عدم التواضع لأبي بكر وإظهار الترفع عليه والاستكثار من الهدايا والخروج إليه بجيش جرار، فقد سلم يوسف على أبي بكر وهو راكب، ولم ينزل له كما كانت عادته.
ولما شاهد أبو بكر أسلوب ابن عمه في التعامل معه نظر إلى عدد كبير من الإبل موقورة قد أقبلت، فقال: ما هذه الإبل؟ قال: أيها الأمير جئتك بكل ما معي من مال وثياب وطعام لتستعين به على عيش الصحراء. فأدرك أبو بكر أن المغرب قد أفلت من يده وأنه لا سبيل إلى منازعته، وكان ذلك بفضل استشارة زينب النفراوية

هناك 19 تعليقًا:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ان كيدهن عظيم ....تعجبنى كتير مثل هذه الشخصيات القوية النفس الواثقة الخطى

    تعلم جيدا مداخل النفس البشرية وكيف الوصول الى اغوارها

    ذكرتنى بالسيدة ام سلمة رضى الله عنها ومشورة الحبيب المصطفى لها كذلك قوة شجر الدر فى مصر ...وهند بنت عتبة فى قوتها وشدة رايها

    وغيرها كثيرات ...وتظل المراة المسلمة سواء اكانت امازيغية او عربية او حتى اوروبية لها طابع غير كل النساء

    اشكرك اخى الحبيب لتعريفنا بهذه الشخصية الامازيغية الجميلة ...

    (وعجبانى الصورة اوى )

    تحياتى لك استاذى الجميل وتقديرى

    ردحذف
  2. LOLOCAT
    مميزة دئما في تعليقاتك
    اشكرك على هذا الحس الجميل
    فشكرا لهذا البدخ الراقي
    فكوني كما انت رائعه ومتألقه
    دمت فى اللقاء دائما
    بالخير والسعاده
    اليك بساتين من الورود

    ردحذف
  3. ما شاء الله قصة جميلة جدا عن شخصيات اعتقد انها مهمة لكل العرب وليس المغرب فقط

    لى عودة لتفقد هذا القسم
    سلمت يمناك اخى الكريم

    ردحذف
  4. همسات
    مرورك الجميل واطلالتك البهية وتعليقاتك المميزة قيمة مضافة لمتصفحي المتواضع كل الشكر والتقدير اليك

    ردحذف
  5. موضوع رائع ومتميز انت كالعاده بتدويناتك الممتعه والمفيده والقيمه ..

    انها امراءه حكيمه شديدة الذكاء قوية الشخصيه .. احب هذا النوع من النساء

    بارك الله فيك ووثق خطاك على الحق والطاعه . شكرا لك

    ردحذف
  6. قصه تاريخيه جميله

    والجميل ان المرأه العربيه كان لها قرارها وعظمتها ولها من يستشيرونها لى عكس حالتنا الان

    وفعلا وضعت حد جيد تحياتي لك

    ردحذف
  7. قصة حلوة جدا عن شخصية معروفة..
    تقبل مروري وتحياتي

    ردحذف
  8. رنداالجنوبيه شكرا لك نورت متصفحي تقبلي تحياتي

    ردحذف
  9. قطرة وفا شكرا لك على المرور

    ردحذف
  10. دودي فلسطين مرورك وتعليقك اسعداني تقبلي تحياتي

    ردحذف
  11. Dr. Mohammed Ali شكرا على الاطلالة الجميلة تحياتي وسلامي اليك

    ردحذف
  12. فعلا هذا ما ترويه كتب التاريخ
    ويوسف ابن تاشفين من عظماء الملوك وهو كان عادلا، وبفضله دام حكم المسلمين في الأندلس قرابة مئة سنة.
    ويبدو أن مقولة وراء كل عظيم امرءة تتجسد في هذا الموضوع.

    بارك الله فيك أخي الكريم.

    ردحذف
  13. أبو حسام الدين شكرا لك اخي الكريم على المرور الطيب اليك مني اجمل التحايا

    ردحذف
  14. السلام عليكم ورحمة الله
    تحياتي للكاتب الواعي المتميز
    زينب النفراوية من الركائز الرئيسية في عدم زهاب ريح دولة الملثمين من أولها، فلو لم تحسم الأمر مع أبو بكر اللمتوني زوجها الأول لوقع الخلاف، وربما الحرب بينه وبين زوجها الثاني يوسف بن تاشفين.. تحياتي للمغرب العربي وكل العرب.
    على فكرة لي كتاب عن دولة المرابطين ذكرت به هذه القصة طبعاً ، وهي من علامته المميزة. السلام عليكم..
    الصـاوي محـمد الصـاوي .. مؤرخ وباحث

    ردحذف
  15. تحياتي للكاتب الواعي المتميز
    زينب النفراوية من الركائز الرئيسية في عدم زهاب ريح دولة الملثمين من أولها، فلو لم تحسم الأمر مع أبو بكر اللمتوني زوجها الأول لوقع الخلاف، وربما الحرب بينه وبين زوجها الثاني يوسف بن تاشفين.. تحياتي للمغرب العربي وكل العرب.
    على فكرة لي كتاب عن دولة المرابطين ذكرت به هذه القصة طبعاً ، وهي من علامته المميزة. السلام عليكم..
    الصـاوي محـمد الصـاوي .. مؤرخ وباحث

    ردحذف
  16. زينب النفراوية صاحبة دور كبير، بحسن تصرفها وتوجيهها لزوجها الثاني يوسف بن تاشفين،بخصوص التصرف مع زوجها الأول أبو بكر اللمتوني، بعد عودته من الصحراء، كما أنها وقفت بجانب يوسف حتى مكنه الله من توحيد الأندلس ، وكسر شوكة الصليبيين هناك.
    تحياتي للكاتب الهمام.

    ردحذف
  17. قصه رائعه تمثل حسن الرأي

    ردحذف